بعد ذلك نبحث عن :

الخميس، 3 مارس 2011

رد شبهة إذا وقع الذباب في شراب أحدكم

رد شبهة إذا وقع الذباب في شراب أحدكم:
استهزأ المعترضون وغيرُهم بكلامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حول حديث غمس الذباب في الإناء المشهورِ باسم (حديث الذبابة) ، وطعنوا فيه طعونًا كثيرةً ؛ الحديث في صحيح البخاري كِتَاب ( بَدْءِ الْخَلْقِ)  بَاب ( إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء) برقم 3073
   حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني عتبة بن مسلم قال أخبرني عبيد بن حنين قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول
 : قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء )

 الرد على الشبهة
أولاً: إن  هذا الحديثَ ليس فيه إلزام  من النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم  لنا بأن الذباب إذا وقع في شرابِنا أو إنائِنا أن نغمسه  فيه، هناك نفوسُ لا تحتمل ذلك الأمر ، وأنا واحدٌ منهم ؛ يقول سبحانه وتعالى  : ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )   (الحج78)،ويقول سبحانه وتعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) ( (البقرة 286 (، ويقول سبحانه وتعالى:( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) ((النساء).
وعليه إذا وقع الذبابُ في إناءِ شخصٍ يشمئز منه ، ولا يمكنه تناول ما فيه ؛ فإن اللهَ سبحانه وتعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها...
ثم إن هذا الحديثَ لم يدع أحدًا إلى صيدِ الذبابِ  ووضعِه عنوة في الإناءِ ، ولم يشجع على تركِ الآنية مكشوفة حتى يسقط الذبابُ فيها....
 ولم يمنع(الحديث) أحدًا من الأطباءِ والقائمين على منظمةِ الصحةِ من التصدي للذباب في موطنه ومحاربته وإبادته ؛ ولكن الحديث يحكي لنا كيف يتعامل الإنسان معه في موقفٍ معينٍ وافق عليه الطب الحديث كما ستيقدم معنا - إن شاء الله سبحانه وتعالى -

وقال أبو الطيب الطبري لم يقصد النبي صلى الله عليه و سلم بهذا الحديث بيان النجاسة والطهارة وإنما قصد بيان التداوي من ضرر الذباب وكذا لم يقصد بالنهي عن الصلاة في معاطن الإبل والأذن في مراح الغنم طهارة ولا نجاسة وإنما أشار إلى أن الخشوع لا يوجد مع الإبل دون الغنم قلت وهو كلام صحيح . إذًا العلة في الذباب قاصرة وهي عموم البلوي به وهذه مستنبطة أو التعليل بأن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء . أهـ
 قلتُ : بالمثال يتضح المقال: لو أن هناك شخصًا أراد أن يشرب كوبًا من اللبن فسقطت فيه ذبابة ماذا يفعل ؟ الجواب : هو بالخيار بين أمرين: إما أن يشرب كوب اللبن بعد غمس الذبابة وأخراجها منه، فلا يضره شيء ، بل يأخذ الأجرَ على تصديقه لحديث النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم  ، وإما أن يمتنع عن شربه إن كانت نفسه لا تطيق ذلك فلا إثم عليه. لكن القضية هي لو أن هناك رجلاً بائعا لبنًا يُحضر اللبن بكمياتٍ كبيرة ٍجدًا ، وسقطت ذبابة في هذه الكميات الكبيرة ماذا يفعل هذا البائع أو التاجر ؟ هل يخسر هذه الكميات الكبيرة من اللبن ،ويخسر  تجارته ؛ يلقى بها أم أنه يغمس الذبابة ثم يخرجها مرة أخرى ؟
 الجواب: لاشك أنه يغمسها ثم يخرجها مرة أخرى.

ثانيًا  : إن المعترضين وغيرهم يعترضون على هذا الحديثِ ، ويشمئزون مما فيه ، ولا يعترضون ويشمئزون من بعضِ الأدويةِ المصنوعةِ من العفن، مثل: المضادات الحيوية كالبنسلين ، الستربتومايسين .... يأخذونها إذا مرضوا على الرحب والسعة ؛ لأنها ليست من كلامِ النَّبِيِّ ، هذا وإن دل يدل على مدى حقدِهم وكرهِهِم للرسولِ الأمين صلى الله عليه وسلم ....
إن كل ما في الحديثِ أن الذبابَ يحمل الأمراضَ في إحدى جناحيه ،وزوال ضرره يكون بغمسه في الإناء الذي وقع فيه ثم إخراجه لتفادي الأضرار .

ثالثًا : إن هذا الحديثَ فيه دلالة من دلائلِ صدقِ نبوتِه صلى الله عليه وسلم ؛ هو من المعجزاتِ التي أتى بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم فهؤلاء المعترضون يضحكون على جهلِهم ، ولا يعرفون ما قاله العلماءُ والأطباءُ قديمًا وحديثًا في شأنِ هذا الحديث
أولاً  :  أذكرُ ما قاله العلماءُ القدامى من علماءِ السلفِ - رحمهم اللهُ - :
 قال ابنُ حجرٍ في الفتحِ :
قال الخطابي تكلم على هذا  الحديث من لا خلاق له فقال كيف يجتمع الشفاء والداء في جناحي الذباب وكيف يعلم ذلك من نفسه حتى يقدم جناح الشفاء وما ألجأه إلى ذلك قال وهذا سؤال جاهل أو متجاهل فإن كثيرا من الحيوان قد جمع الصفات المتضادة وقد ألف الله بينها وقهرها على الاجتماع وجعل منها قوي الحيوان وأن الذي ألهم النحلة اتخاذ البيت العجيب الصنعة للتعسيل فيه وألهم النملة أن تدخر قوتها أو أن حاجتها وأن تكسر الحبة نصفين لئلا تستنبت لقادر على إلهام الذبابة أن تقدم جناحا وتؤخر آخر وقال بن الجوزي ما نقل عن هذا القائل ليس بعجيب فإن النحلة تعسل من أعلاها وتلقى السم من أسفلها والحية القاتل سمها تدخل لحومها في الترياق الذي يعالج به السم والذبابة تسحق مع الأثمد لجلاء البصر وذكر بعض حذاق الأطباء أن في الذباب قوة سمية يدل عليها الورم والحكة العارضة عن لسعه وهي بمنزلة السلاح له فإذا سقط الذباب فيما يؤذيه تلقاه بسلاحه فأمر الشارع أن يقابل تلك السمية بما أودعه الله تعالى في الجناح الآخر من الشفاء فتتقابل المادتان فيزول الضرر بإذن الله تعالى واستدل بقوله ثم لينزعه على أنها تنجس بالموت كما هو أصح القولين للشافعي والقول الآخر كقول أبي حنيفة أنها لا تنجس والله أعلم. أهـ


يتضح مما سبق : أن هذا الحديثَ إعلان بالغيب عن وجود سم في الذباب ، وهو شيء لم يكشفه العلم الحديث بصفة قاطعة إلا في القرنين الأخيرين (التاسع عشر والعشرين) الميلاديين ، وقبل ذلك كان من الممكن للعلماء أن يكذّبوا الحديثَ النبوي لعدم ثبوتِ وجود شيء ضار في الذباب، وبعد اكتشاف الجراثيم يعودون فيصححون الحديث!
ليس من حق  أحدٍ أن يرفض هذا الحديث ، أو أي حديث نبوي آخر، لمجرد عدم موافقتِه للعلم الحالي . فالعلم يتطور ويتغير، بل ويتقلب كذلك؛ فمن النظريات العلمية ما تصف شيئًا اليوم بوصفٍ معينٍ بأنه صحيح، ثم تصفه بعد زمن قريب أو بعيد بأنه خطأ....
ثانيًا  :  إن العلمَ الحديث يثبت صحة حديثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الذي يرفضه المعترضون ... أكده علماءٌ غيرُ مسلمين ؛علماءٌ أستراليون يستخرجون مضادات حيوية من الذبابِ ... وصدق رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فهذا آخر اكتشاف لجناحِ الذبابةِ في موقع أي بي سي http://www.abc.net.au/science/news/stories/s689400.htm   ترجمة – محمود أبا شيخ بعنوان إستخراج مضادات حيوية من الذباب
إنَّ ظهر الذباب هو آخر مكان نتوقع أن نجد فيه مضادات حيوية , ومع ذلك هذا المكان بالتحديد الذي يركز عليه فريق من الباحثين الاستراليين
وذلك بناءً علي نظرية حتمية امتلاك الذباب مضادات للجراثيم فعالة للحفاظ علي حياتها في بيئة الروث واللحم أو الفواكه المتعفنة, والفريق من قسم علوم الأحياء بجامعة ماكوري يقوم حاليا بدراسة للتعرف علي خاصية تلك المضادات واختلافها في المراحل المختلفة لنمو الذباب.
وقالت السيدة جوان كلارك : إن بحثنا جزء صغير من أبحاث وجهود عالمية للحصول علي مضادات حيوية جديدة , ونعتقد أننا نبحث حيث لم يبحث فيه أحد من قبل.

خصائص المضادات وجدت في جميع الأنواع الأربع، وذكرت جوان أن المضادات تظهر أيضا في أحشاء الذبابة كما تظهر خارج الجسم وسبب تركيزنا علي خارج الجسم هو فقط للسهولة عملية الاستخراج
ويتم استخلاص المضادات عن طريق وضع الذبابة في الكحول الأثيلي، وأضافت السيدة جوان كلارك قائلة :" إننا حاليا نحاول التعرف علي مكونات المضاد الحيوي لإنتاجه كيميائيا.
 ولمزيد من الأبحاث والمعلومات في هذا الشأن يستطيع القارئ  أن يرجع إلي موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة سيجد ما يسره - إن شاء الله - .أهـ بتصرف يسير.


رابعًا  :  في النصرانية  لو وقعت ذبابة في كأس الدم بعد التقديس اثناء طقس الأفخارستيا يجب أكل الذباب!! ولدينا تسجلات للأنبا بيشوي يصرح بذلك، ويبدو أنها ورطة ، فبماذا يجيب المعترضون على ذلك   ؟؟ مضطرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفنا اضافة التعليق