بعد ذلك نبحث عن :

الخميس، 3 مارس 2011

رد شبهة يصارع الشيطان فيخنقه

رد شبهة يصارع الشيطان فيخنقه:
قالوا : من الخرافاتِ التي قالها محمد رسولُ الإسلامِ لأصحابِه أنه صارع الشيطانَ فخنقه حتى وجد بردَ لسانِه بين يديه ، ثم أراد أن يربطه في أحدى أعمدةِ المسجدِ ، ولكنّه تركه من أجلِ دعوةِ سليمانَ !
تعلقوا على ذلك بهذين الحديثين :
الأول : مسند أحمدَ برقم 11354 أبو سعيد الخدري أَن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم قام فصلى صلاة الصبح وهو خلفه فقرأ فالتبست عليه القراءة فلما فرغ من صلاته قال لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين الإبهام والتي تليها ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل
". صححه الإمام الألباني - رحمه اللهُ – في السلسة الصحيحة برقم 3251.
الثاني: صحيح البخاري كِتَاب ( تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ ) بَاب قَوْلِهِ:{ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } برقم4434

حدثنا إسحق بن إبراهيم قال أخبرنا روح ومحمد بن جعفر عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
 : ( إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة - أو كلمة نحوها - ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان { رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي } ) . قال روح فرده خاسئا
الرد على الشبهة
أولاً: إن ما فهمته من  الشقِ الأولِ من سؤالِهم هو: هل الشيطان يتجسد حتى يصارعه النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ؟
قلتُ: نعم ،ولا إشكال فيه ؛ لأن الشيطانَ جاء لرسولِ اللهِ -صلى الله عليه و سلم - متشكلاً متجسدًا ، وظهر كذلك ليسوع بحسبِ ما ذكرت الأناجيل ؛ أخذه و جربَه ... و كان متشكلاً أيضًا في صورةِ الحية لما ظهر لآدمَ - عليه السلام -  كما يذكر سفرُ التكوين ، فالجن أعطاه اللهُ القدرةَ على ذلك...
 وبالتالي فإن اعتراضهم هو محض اعتراضٍ على قدرةِ اللهِ تعالى ، ونصوصِ الوحي التي تؤكد ذلك ،مثل: القرآنِ الكريم ،والسنةِ ، والكتابِ المقدس ، وعليه فلا إشكالية في ذلك - بفضل اللهِ تعالى - .
وأما ما فهمته من الشقِ الثاني من سؤالِهم الذي ألمح فيه الاستهزاء هو: حول بردِ لعابِ الشيطان الذي كان على يدي النبيِّ - صلى الله عليه و سلم - ...
قلتُ: يتعجب المعترضون من أن يكون للشيطانِ بردٌ في لعابِه وهو مخلوق ، ولا يتعجبون أن يكون لربِّ السماوات والأرض - يسوع بحسب إيمانِهم-  لعاب ، و براز ، وبول.... ؟!

ثانيًا: إن المعترضين يعترضون على حديثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ؛لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم صارع شيطانًا فغلبه ،ولا يعترضون على يعقوبَ النَّبِيِّ عليه السلام الذي ينسبُ له الكتاب المقدس أنه صارع ربَّ العالمين ،وانتصرَ عليه لدرجة أن الربَّ صرخ وقال: أطلقني ...!! جاء ذلك في سفرِ التكوين الإصحاح 32 عدد 24 الي 30
فبقي يعقوب وحده.وصارعه انسان حتى طلوع الفجر.
ولما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه.فانخلع حقّ فخذ يعقوب في مصارعته معه.
وقال اطلقني لانه قد طلع الفجر.فقال لا اطلقك ان لم تباركني.
فقال له ما اسمك.فقال يعقوب.
فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل.لانك جاهدت مع الله والناس وقدرت.
وسأل يعقوب وقال اخبرني باسمك.فقال لماذا تسأل عن اسمي.وباركه هناك
فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل.قائلا لاني نظرت الله وجها لوجه ونجّيت نفسي.


قلتُ: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم  انتصر على الشيطان ، ولكن تلك النصوص تقول: إن يعقوبَعليه السلام  انتصر على اللهِ في المصارعة ....
 ثم إنني لم أسخر منهم كما سخروا ، فأقول مثلاً: وهكذا حارب يعقوبُ إلههم ، وهزمَه بل وأوثقه ،وطلب منه ربُّهم أن يطلقه ؛لأن الفجرَ قد طلع , ولا أعلم ما علاقة طلوع الفجر برغبةِ ربِّهم في الانصراف ،
فما زل الإله يترجى يعقوبَ كي يطلقه ؟وهل الربُّ يخافُ من الشمسِ كمصاصي الدماء ؟
 أليست هذه الصفات تدل على ضعيفِ ربِّهم ....؟!!
ونلاحظ من خلالِ قراءةِ النصوص أن الربَّ لما صارع يعقوبَ كان في صورةِ إنسان 24 فبقي يعقوب وحده.وصارعه انسان حتى طلوع الفجر. فالعجب العجاب أنهم  ينكرون علينا أن الشيطانَ تجسد وخنقه النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى وجد بردَ لُعابِه بين أصابِعه صلى الله عليه وسلم ،وهذا ربُّهم تجسد في صورة إنسان وضربه يعقوب...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفنا اضافة التعليق