بعد ذلك نبحث عن :

الخميس، 6 يناير 2011

رد شبهة فلعنهما وسبهما:

رد شبهة فلعنهما وسبهما:

أعظم المنصّرون الفرية على رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ؛ وصفوه بأنه كان سبابًا ولعانًا  استنادًا في ذلك على حديثٍ لا يخدم مصالحَهم بحالٍ من الأحوالٍ في صحيح مسلم كِتَاب ( البر والصلة والآداب) بَاب (  من لعنه النبي صلى الله عليه و سلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة) برقم 4705  حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت  دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلان فكلمها بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي ؟ قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا .

حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح وحدثناه علي بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير وقال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما
     الرد علي الشبهة 
الشيخ/أكرم حسن مرسى


أولاً:كتب أخي الحبيب ساري ردًا جميلاً ، قال - حفظه اللهُ - : نجيبُ على تلك الفرية الكاذبة من جهاتٍ:
أولاً:  إن الحديث الذي معنا يذكر موقفاً نادراً فريداً ، و لم ينقل عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يسب و يلعن المؤمنين أبدًا، بل كان - صلى الله عليه وسلم - أطيب الناس وأرأف الناسِ حتى قال سبحانه وتعالى عنه :  (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم) )التوبة128).
و قال سبحانه وتعالى : ( فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) )آل عمران159).
و قال سبحانه وتعالى  ( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) (الشعراء215).
وقال سبحانه وتعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم) (التوبة128).
وفي صحيح البخاري برقم  5578 عن أنس رضى الله عنه قَالَ: خدمت النبي صلى الله عليه و سلم عشر سنين فما قال لي أف ولا لم صنعت ؟ ولا ألا صنعت.
و قد أجمعت كتبُ السيرةِ على أن رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كان أعظم الناس خلقاً فما كان باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء ؛ ثبت ذلك عندالبخاري في صحيحه برقم  5571 عن أنس بن مالكٍ رضى الله عنه   قال : لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لأحدنا عند المعتبة ( ما له ترب جبينه .
 و عليه فمن الظلم البيّن أنينسب وصف ما لرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بناءً على موقفٍ واحدٍ له تفسيره الصحيح فالوصف لا يلحق بالموصوف إلا بأن يكون عادة متأصلة فيه اشتهر بها و هذا لم يكن أبداً بل إن أم المؤمنين عائشة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - تروى لنا في هذا الحديث فزعها و تعجبها مما فعله الرجلان فأغضبا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذه الطريقة !

ثانيًا :  إن اللومَ في هذا الموقف لا يقع على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - بل يقع على الرجلين اللذين أغضبا رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ، و قد قال سبحانه وتعالى:(وَمَا كَانَ لَكُمْأَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ...)  (الأحزاب53) .
ثالثًا  :  إن المعترض بنى اعتراضه على أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -  قد لعن الرجلين بغيرِحقٍ لقولِه في الحديثِ :   " فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا…."
وهذا الفهم باطل يقيناً و قد أورد العلماءُ الردود على هذا وأرجحهاما نقله الإمام النووي في شرحه لمسلم :
أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى وفي باطن الامر ولكنه في الظاهر مستوجب له فيظهر له صلى الله عليه و سلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية ويكون في باطن الامر ليس اهلا لذلك وهو صلى الله عليه و سلم مأمور بالحكم بالظاهر والله يتولى السرائر
.
و يدعم هذا القول أمران :
 (1)أن النبيَّ- صلى الله عليه وسلم - كما هو في الحديث يشارط ربه والمشارطة بما فيها من بيان المكانة الرفيعة ومعاني الرضا والقربة لا يتصور قيامها في حالة الخطأ المتعمد منقبل شخصه الكريم إذ لو كان قد أذى أحد الناس بغير حق أوانتقاماً للنفس لكان الموضع موضع توبة و استغفار لا موضع مشارطة وعشم و رجاء.
 (2) إن راوي هذاالحديث هي عائشة - رضي الله عنها - وقد شهدت بنفسها- رضي الله عنها - أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ما ظلم أو غلظ على أي: من المؤمنين بغيرِ حقٍ قط .
 ففي مسند أحمد برقم 24139 عن سعد بن هشام قال سألت عائشة فقلت أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : كان خلقه القرآن .
وفي  صحيح الإمام البخاري برقم 3296 عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت  : ما خير رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها .  وبهذا تُفهم النصوص في ضوءِ بعضها البعض - إن شاء الله سبحانه وتعالى -.
رابعًا  :  أن المنصّرين يعترضون على موقف واحد من سيرةِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -  التي نقلت إلينا كاملة شاملة جميع أقواله وأفعاله وأحواله وامتلأت بها الكتب، و ينسون كمالمواقف التي ثبتت في كتبهم عن يسوع المسيح ،كم سب فيها ولعن ؛ بيد أن هذه الأناجيل لمتتناول سوى فترة قصيرة جداً من حياته تتراوح بين العام والنصف والثلاثة أعوام ،بل وحتى هذه الفترة تناولتها باختصار شديد جدًا ، ومع ذلك وجدنا أن يسوع سب المؤمنين في التالي:
 يسوع يسب المؤمنين من اليهود (الحواريون! (
 -  قال لبطرس كبير الحواريين :" يا شيطان ) " متى 16 / 23)
 - وشتم آخرين منهم بقوله : " أيها الغبيان والبطيئا القلوبفي الإيمان " (لوقا  24 / 25(
 يسوع يسب المؤمنين من غير اليهود!!
سب المرأةَ الكنعانيةا لمؤمنة ، ووصفها بالكلبة لمجرد أنها ليست من بنى إسرائيل ،والقصة كاملة في إنجيل متي إصحاح 15 عدد 21  خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيدا. واذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود.ابنتي مجنونة جدا. فلم يجبها بكلمة.فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا. فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة. فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي. فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. فقالت نعم يا سيد.والكلاب ايضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها!». حينئذ أجاب يسوع وقال لها : يا امرأة عظيم إيمانك، ليكن لك كما تريدين». فشفيت ابنتها من تلك الساعة.
 لاحظ أن المرأةَ الكنعانية وفق هذا النص كانت مؤمنة بأن المسيح هو ابنداود المبشر به،وأنه يملك بإذن الله أن يساعدها ومع هذا أعرض عنها  ، وقال: إنه لم يرسل إلا لليهود ، وحين توسلت إليه و تضرعت بذلٍ إليه ؛ لتنقذ ابنتها قال: إنها كلبةأممية ولا يجوز أن يؤخذ طعام الأبناء (اليهود) ليطرح للكلاب أمثالها ،حينها تنازلتعن أخر قطرة في كرامتها و إنسانيتها فاعترفت على نفسها أنها كلبة تحت أقدام أسيادهاتنتظر أن تأكل من فتات طعام موائدهم… حينئذ رضي عنها يسوع واعتبرها صالحة!!
و يصف سائر الأميين بالكلاب و الخنازير و ينصح اليهود بعدمهدايتهم! وذلك في إنجيل متى إصحاح 7 عدد6 لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم

قلت : وتنسب إليه الأناجيل أيضًا أنه سب الفريسيين ، وذلك في إنجيل لوقا إصحاح 11 عدد ا اغبياء أليس الذي صنع الخارج صنع الداخل بل اعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم.
ونحن نبرئ المسيحَ عليه السلام من مثل هذه الأوصاف التي نُسبت إليه.

ثانيًا : كان على أصحابِ الشبهةِ أن يفقهوا أولاً- قبل عرضهم لها- أن الغضبَ نوعان:غضبٌ مذموم وغضبٌ محمود.
الأول : الغضب المذموم: هو غضب للدنيا ، ويتسبب فيه الشيطان لعنه الله ، ثبت في صحيح البخاري برقم 5650 عن سليمان بن صرد   رضى الله عنه قال : استب رجلان عند النبي صلى الله عليه و سلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) . فقالوا للرجل ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه و سلم ؟ قال إني لست بمجنون
.
والشاهد من الحديثِ قوله- صلى الله عليه وسلم - :" إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ". دل ذلك على أن هذا الغضبَ تسبب فيه الشيطان ، فهو غضب لدنيا .
 الثاني  :الغضب المحمود : هو غضب لله سبحانه وتعالى إذا انتهكت محارمه ، فنبينا - صلى الله عليه وسلم - يغضب إذا انتهكت محارم الله ، ففي صحيح مسلم  برقم 4296
حدثناه أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز و جل ) وفي صحيحِ مسلمٍ أيضًا  برقم 4708 عن
أبي هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة
».
  وهناك فرقٌ بين الغضبِ المحمود والحزن ؛ فالحزن صفة نقص ، لأن الذي يحزن لا يستطيع أن يدفع الأذية عن نفسِه لجبنٍ بداخلِه ، وعليه فإن الغضبَ في تلك المواقف صفة كما ل ، وأن الحزن في تلك المواقف صفةُ نقص كما نَسب الكتاب المقدس لربِ العالمين الحزن والأسف ؛ لأنه خلق الإنسان ؛ هذا الإنسان الذي فعل الشرَ، فيغرق الأرضَ كلها إلا نوح عليه السلام ومن معه، وذلك في سفر التكوين إصحاح 6 الأعداد 5-8  ورأى الرب ان شر الانسان قد كثر في الارض.وان كل تصور افكار قلبه انما هو شرير كل يوم. فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض.وتأسف في قلبه. فقال الرب امحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته.الانسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء.لاني حزنت اني عملتهم. واما نوح فوجد نعمة في عيني الرب 
 إن محمدًا- صلى الله عليه وسلم -أتى بالأسبابِ الكافيةِ للقضاءِ على حالاتِ الغضب ، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر نقلاً عن كتابِ صحيح وصايا الرسول لسعد يوسف أبو عزيز ما يلي  :
أولاً: الاستعاذة : قال سبحانه وتعالى :(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) ) (فصلت ) . وفي صحيح البخاري برقم 5650 عن سليمان بن صرد  رضى الله عنه قال : استب رجلان عند النبي صلى الله عليه و سلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) . فقالوا للرجل ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه و سلم ؟ قال إني لست بمجنون .
 ثانيًا : الوضوء :روى أبو داود في سننه بسندٍ ضعيف قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:« ان الغضب من الشيطان وان الشيطان خلق من النار وإنما تطفا النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ».ضعفه الإمام الألباني في السلسةِ الضعيفةِ برقم 582
ثالثًا :الالتصاق بالأرض : وذلك لأن قربَ الإنسان من الأرضِ يذكره ببداية ومنتهاه ، قالسبحانه وتعالى:( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55))( طه ) . فإذا تذكر الإنسانُ الغاضب مبدئه ومنتهاه خشع لجبارِ السماوات والأرض ، ثم إذا كان قائما فليجلس وإن كان جلسًا فليضطجع ، وذلك لما روى أبو داود في سننه برقم4151 عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَنَا: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فان ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع».
رابعًا : كظم الغيظ :قال  سبحانه وتعالى:(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134))           ( آل عمران ). فهذه من صفات المؤمنين الذين أحبهم اللهسبحانه وتعالى. وقال سبحانه وتعالى (:ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)) (المؤمنون ). أي: الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة. وفي سننِ أبي داود  برقم 4147 قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: « ‏من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء ».
غاظ أحدَ السلف غلامٌ له قيل : إنه (جعفر الصادق) فنظر إليه جعفرُ نظرة منكرة فقال الغلام لسيده: يا مولاي "والكاظمين الغيظ " قال: كظمت غيظي . قال الغلامُ : " وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ". قال :عفوت عنك . قال الغلام :" وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" قال: أذهب أنت حر لوجه الله ، ولك من مالي ألف دينار.
ولهذا ينبغي على المسلمِ في حالةِ الغضب أن يتفكر في الأخبارِ الواردةِ في ذمِ الغضب ، وفضل كظم الغيظ.
خامسًا : أن يخوف نفسه بعقابِ الله :وهو أن يقول قدرة الله أعظم من قدرتي على هذا الإنسان ؛ ففي صحيح مسلم برقم 3136
عن أبي مسعود الأنصاري قال  : كنت أضرب غلاما لي فسمعت من خلفي صوتا ( اعلم أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه ) فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله فقال ( أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار ) »
سادسًا : أن يحذر نفسَه عاقبة العداوة .مثل: الانتقام ، وشماتة أعدائه....
سابعًا : أن يتفكر في قبحِ صورته عند الغضب .
ثامنًا :أن يتفكر في السبب الذي يدعوا للانتقام يجده بسيط ويقوم الشيطان بتعظيمه في داخله .
تاسعًا :أن يتفكر أولاً هل غضبه لله أم من أجل دنيا زائلة؟ .  أهـ بتصرف.
 وعليه فعلى الإنسان أن يملك نفسه عند الغضب ، وألا يسترسل فيه ؛ لأنه بعد غضبه يندم ؛ فكثيرًا ما يغضب الإنسانُ ويطلق امرأتَه طلقة ثالثة لا رجعة فيها فيندم ، وكثيرًا ما يغضب فيتلف أموالَه إما بتمزيقها أو بحرقِها وكثيرًا ما يغضب فيضرب زوجتَه أو ابنه ضربًا مبرحًا قد يؤدي إلى هلاكهما فيندم ؛ ولهذا نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يقضى القاضي وهو غضبان ؛ لأن القاضي في حالِ غضبِه يمنعه الغضب عن تصورِ القضية على حقيقتِها كما يجب ؛ ولهذا صح عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح البخاري برقم 5649 عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».أهـ قاله الشيخ صالح ابن عثيمين - رحمه اللهُ - بنحوه في شرحِه لرياضِ الصالحين.

رابعًا : إن هذا الحديثَ يذكر أن نبينا سب ولعن شخصين غضبًا لله ، ولأنه بشر - صلى الله عليه وسلم - ، والشافعي - رحمه اللهُ - يقول : " من استُغضِبَ ولم يغضب فهو حمار" . بينما نجد أن الكتابَ المقدس ينسب لنبيِّ اللهِ موسى عليه السلام أنه في حالةِ غضبِه كسر اللوحين اللذين خطهما اللهُ بيده ؛ فيهما التعاليم والقداسة ...! وذلك في سفر الخروج إصحاح 32 الأعداد 15- 19
فانصرف موسى ونزل من الجبل ولوحا الشهادة في يده.لوحان مكتوبان على جانبيهما.من هنا ومن هنا كانا مكتوبين. واللوحان هما صنعة الله والكتابة كتابة الله منقوشة على اللوحين. وسمع يشوع صوت الشعب في هتافه.فقال لموسى صوت قتال في المحلّة. فقال ليس صوت صياح النصرة ولا صوت صياح الكسرة.بل صوت غناء انا سامع. وكان عندما اقترب الى المحلّة انه ابصر العجل والرقص.فحمي غضب موسى وطرح اللوحين من يديه وكسرهما في اسفل الجبل.
!
قلت : لماذا لم يطعن أصحابُ الشبهةِ على تلك النصوص ؟! ثم إننا لا نعلم ماذا قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - للرجلين اللذين أغضباه.....بينما ينسب الكتاب المقدس  إلى شاول أنه في حالةِ غضبه سب ابنه سبًا خرج به عن الألفاظِ الحسنةِ ... وذلكفي سفر صموئيل الأول إصحاح 20 عدد  30فحمي غضب شاول على يوناثان وقال له يا ابن المتعوّجة المتمردة أما علمت انك قد اخترت ابن يسّى لخزيك وخزي عورة امك؟!

خامسًا : إن هذا الحديث فيه أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لعن الرجلين وهذا لا إشكال فيه ؛ لأن لعن من يستحق اللعن لا شبهة فيه قط


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفنا اضافة التعليق