بعد ذلك نبحث عن :

الخميس، 3 مارس 2011

رد شبهة خديجة وإثبات الوحي رضي الله عنها

رد شبهة خديجة وإثبات الوحي رضي الله عنها:
كشف خديجة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم !!

رسولُ الإسلام لا يفرقُ بين الشيطانِ والملاكِ ، ويطلب من زوجته خديجة أن تكشف الوحي له فتكتشفه بطريقةٍ غريبةٍ هكذا ادعوا ، وتعلقوا بما جاء في سيرةِ بن هشام [ امتحان خديجة برهان الوحي ] من طريقين

الطريق الأول:
قال ابن إسحاق : حدثنى اسماعيل بن ابى حكيم مولى آل الزبير انه حدث عن خديجة انها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي ابن عم أتستطيع ان تخبرني بصاحبك هذا الذى يأتيك إذا جاءك قال نعم قالت فإذا جاء فأخبرني به. فجاءه جبريل عليه السلام  كما كان يصنع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  لخذيجة : يا خديجة هذا جبريل قد جاءني قالت قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها قالت هل تراه قال نعم قالت فتحول فاقعد على فخذي اليمنى قال فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد على فخذها اليمنى فقالت هل تراه قال نعم قالت فتحول فاجلس في حجري فتحول فجلس في حجرها ثم قالت هل تراه قال نعم قال فتحسرت فألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها ثم قالت هل تراه قال لا قالت يا ابن عم اثبت وأبشر فوالله انه لملك ما هذا بشيطان.
الطريق الثاني : في نفس الصفحة قال بن إسحاق وقد حدثت عبد الله بن حسن هذا الحديث فقال قد سمعت أمي فاطمة بنت حسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة إلا أني سمعتها تقول أدخلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وبين درعها فذهب عند ذلك جبريل فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا لملك وما هو بشيطان
رد  شبهة شبهة خذيجة وإثبات الوحي

أولاً: إن هذين الروايتين ضعيفتان سندًا ؛ يتضح ذلك من تخريجِ الطريقين اللذين جاءت منهما الروايتان
الطريق الأول :
 الرواية فيها انقطاع ؛ لأن إسماعيلَ بن أبي حكيم لم يسمع من خديجة - رضي اللَّه عنها - ، وقال : إنه حدث عن خديجة(بضم الحاء وكسر الدال) ولم يذكر من حدثه عنها ، وهذا كافٍ لإبطالِ هذه الطريق .

الطريق الثاني :


الرواية عن فاطمة بنت حسين عن خديجة، وفاطمة هي بنت الحسين بن علي بن أبي طالبرضي الله عنهم , وهي تابعية ولدت بعد وفاة خديجة بنحو ثلاث وأربعين سنة, ففاطمة على هذا لم تسمع من خديجة , فيصبح الحديث من المراسيل وهذا أيضا كاف لتضعيف هذا الطريق, وحتى الحسين رضي الله عنه لم يرى خديجة؛ لأنها توفيت - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قبل الهجرة بثلاث سنين , والحسين و لد في شعبان سنة أربع من الهجرة أي: بعد وفاتها بسبع سنين , فإذا كان أبوها لم يسمع من خديجة , فكيف بابنته فاطمة ؟ - رضي الله عنهن جميعًا -.


ثانيًا : أقول على فرضِ صحة هاتين الروايتين , ليس فيهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يعرف الوحي الذي ُنزل عليه ,
 وليس فيهما أنه طلب من خديجة - رضي اللَّهُ عنها - أن تتأكد له من الوحي كما ادعى المعترضون ؛ وإنما شبهتهم هذه ترجع إلي أفكار في عقولهم المريضة والتي ليست في الروايتين أصلاً  ، وهذا يرجع عندهم إلى التعصب الأعمى الذي يقودهم إلى اختلاق الأكاذيب ، أو أنهم لا يفقهون ما يقرأ ون ،  وبالتالي فإن كل ما في الروايتين أن خديجةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-هي التي طلبت التأكد من النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع ما أسلفناه من بيان ضعف سنديهما.

ثالثا : إن الخبرَ الصحيح في  قصةِ الوحي ، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم به لخديجة - رضي اللَّه عنها - ثابت  في الصحيحين ، واللفظ للبخاري كتاب( التفسير )  برقم 4572 عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت :كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يلحق بغار حراء فيتحنث فيه - قال والتحنث التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود بمثلها حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما أنا بقارئ ) . قال ( فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال { اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم } . الآيات إلى قوله { علم الإنسان ما لم يعلم } ) . فرجع بها رسول الله صلى الله عليه و سلم ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال ( زملوني زملوني ) . فزملوه حتى ذهب عنه الروع . قال لخديجة ( أي خديجة ما لي لقد خشيت على نفسي ) . فأخبرها الخبر قالت خديجة كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا فوالله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق . فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل وهو ابن عم خديجة أخي أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك قال ورقة يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره النبي صلى الله عليه و سلم خبر ما رأى فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا ذكر حرفا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أو مخرجي هم ) . قال ورقة نعم لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا . ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه و سلم .

هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيك يا شيخنا الشيخ أكرم حسين بارك الله فيك ووفقك الله

    ردحذف

يشرفنا اضافة التعليق