بعد ذلك نبحث عن :

الخميس، 3 مارس 2011

كاميليا شحاتة وشعب مصر


 كاميليا شحاتة وشعب مصر
كتبه الشيخ أكرم حسن مرسى
باحث في مقارنة الأديان
إن الحمد للهِ نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ باللهِ من شرور
أنفسنا، و من سيئاتِ أعمالنا، من يهــده الله فلا مضل له، ومن يضلل
فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، سبحانه 
على حلمِهِ بعـد علمِهِ، سبحانه على عَفوهِ بعد قدرتِهِ سبحانه لا
يهزمُ ،ولا يغــلبُ ، ولا يقــتلُ ، ولا يصلبُ، خلق عيسى من
غير ذكر، وخلق حــواءَ من غيرِ أنثى، وخلق آدمَ 
من تــرابٍ ، وأشهد أن محـمدًا عبدُه ورسولُه نص 
عليه موسى وبشر به عيسى وهو دعوةُ 
إبراهيمَ- صلى اللهُ عليه وعليهم أجمعين- وبعد.
وبعد،
فقد نشأت منذُ نعومة أظافري ،على الخوفِ من التدخل في أمور
السياسة ،لاسيما السياسة العامة للبلد-جمهورية مصر
العربية- ولا زلت حتى هذه اللحظة لا أتكلم فيها 
بحكم تعمقي في الدين ،ونشأتي على الخوف من الحديث عنها ...

فكم ترددت في كتابة هذا المقال كي أعبر فيه عن رأي 
كمسلم ،ومواطن –مصري- لكي أنصر أختي الأسيرة 
كامليا شحاتة ...هذه الفتاة أظن أن بها أخلاص لله I 
،وأظن الله I سمع لها ،فكتب لها القبول داخل قلوب 
المسلمين والمسيحيين المنصفين ...
حتى أني اشعر بتغير داخلي بسببها ،وبمأساتها ،وأشعر أن الواجب
علي أن كتب هذا المقال نصرة لها... وذلك للأسباب التالية:
أولاً: إن أختي كامليا شحاتة أسلمت لله I ،قبل إشهار أسلمها 
،وحفظت أربعة  أجزاء من القران الكريم ...
 أذن أنا أريدُ أختي المسجونة في الأديرة المسيحية ،ولا أرضى
لها بالتعذيب ...إنها أخت لي على الحقيقة ؛لأن أخوة الدين أقوي
من أخوةِ النسب ؛قال I: ]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ 
أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) [ (الحجرات).
فمن هذا المنطلق أطالب بعودة أختي من دور التعذيب والإرهاب....

ثانيًا: إن الذي أحزنني كثيرًا هو ما فعلته الحكومةُ المصرية 
،فكنت اعتقدُ سابقًا أن أمن الدولة لا يحارب إلا المحاربين 
المخربين المتشددين ،والمكفرين لإخوانهم ...
ولكنني رأيتُ أنهم سلموا أختي إلى القساوسة الإرهابيين ....
وهذا حرام في دين الله I لأنها أختهم ،ولا يجوز لهم أن يسلموا 
أختهم للكافرين بعد إسلامها ... يقول I : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا 
جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ 
مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ 
وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ...(10) [ (الممتحنة).
ثم كيف لهم أن يحاربوا كل من يريدُ أن يساعدها، ويحميها من  
 بطش القساوسة الإرهابيين والمتطرفين من أبناء الكنيسة... كما 
فعلوا مع الأخ / أبي يحيى الذي لم يكفر حاكما ،ويسمع لكلامهم ....؟!

ثالثًا: إنني رأيت في الآونة الأخيرة تجرءًا شديدًا من نصارى
مصر علينا ،ولم أكن أراه قديمًا ...رأيتها خلف الشاشات 
عبر الانتر نت،وفي الطرقات... حتى مع الجيران...
وأتساءل : لما ذا هذا الغدر بالمسلمين وهم يعشون معنا آمنين مسالمين ..؟
هل الهدف هو إشعال نار الفتنة .....حتى تتدخل أمريكا 
عسكريا بأساطيلها ومساطيلها.. كما فعلت بالعراق...؟
إننا لم نسيء يوما أليهم ،ولو أساء أحدُ فهو من حمقى و
جهلاء المسلمين ...لا يُحسب علينا،لأننا نعاملهم بقرآننا الكريم، 
وسنة نبيِّنا العظيم القائمة على العدل بين الناس والبر والإحسان 
...عدا الكافرين المحاربين...
أرجو من شعب مصر المسيحي أن لا ينخدعوا من الغوغائيين  
 الذين يريدون الفتن ،مثل :منظمة أقباط المهجر الخائنين
،والقساوسة الإرهابيين.......
 إنكم قلة قليلة سوف تسحقون أنتم وأهليكم إن قامت الفتنة ...
أذكركم بعددكم وفق الاحصائيات الامريكية ،أنكم وغيركم من الأديان 
الأخرى غير المسلمة عددكم خمسة ملاين فقط ؛ بينما عدد المسلمين
خمسة وسبعون مليونًا .... الفتنة ستأخذ بالأخضر
واليابس ؛والفتنة أشر من القتل.


رابعًا:إنني أرى أن البابا شنودا الثالث قد طغى وتكبر في أرضنا المسلمة
مصر...وليس هناك أحدٌ يردعه ... فالواضح لنا أن  شنودا هو الذي يحكم 
أرض مصر ،وأن الكنيسة دولة داخل دولة ،وذلك من أفعاله القذرة ...
التي تتنافى مع تعاليم يسوع المسيح السمحة التي وردت في الأناجيل
،مثل أحبوا أعدائكم ...
صارت النتيجةُ الحتمية لذلك أنه شُتم من عوام المسلمين على 
الملاء... وأُهين بأشنع الألفاظ  التي تليق بمقامه،ولم ينفعه 
أحدٌ قط ،وهذا لم يكن يحدث له على مر الأزمنة الماضية ...
وأتضح لي أن فعل الرئيس السادات –رحمه الله- معه ونفيه 
إلى وادي النطرون واصفًا إياه بالكلب.... كان فعلاً حكيمًا من 
الرئيس السادات -رحمة الله رحمة واسعة- ؛لأن شنودا رأس الفتن...
إن شنودا الثالث يريد كما فعل مع المسلمين في الشام...
..ذكر ابنُ كثير في البداية والنهاية ابن كثير (219 / 13) :
أرسل هولاكو وهو نازل على حلب جيشا مع أمير من كبار دولته يقال
له كتبغانوين فوردوا دمشق في آخر صفر فاخذوها سريعا من غير ممانعة 
ولا مدافع بل تلقاهم كبارها بالرحب والسعة وقد كتب هولاكو أمانا لأهل البلد 
فقرئ بالميدان الأخضر ونودي به في البلد فأمن الناس على وجل من الغدر كما 
فعل باهل حلب هذا والقلعة ممتنعة مستورة وفي أعاليها المجانيق منصوبة والحال شديدة 
فأحضرت التتار منجنيقا يحمل على عجل والخيول تجرها وهم راكبون على الخيل 
وأسلحتهم على أبقار كثيرة فنصب المنجانيق على القلعة من غربيها وخربوا
حيطانا كثيرة وأخذوا حجارتها ورموا بها القلعة رميا متواترا كالمطر المتدارك 
فهدموا كثيرا من أعاليها وشرافاتها وتداعت للسقوط فاجابهم متوليها في آخر 
ذلك النهار للمصالحة ففتحوها وخربوا كل بدنة فيها وأعالي بروجها وذلك في
نصف جمادي الأولى من هذه السنة وقتلوا المتولي بها بدرا لدين بن قراجا ونقيبها 
جمال الدين ابن الصيرفي الحلبي وسلموا البلد والقلعة إلى أمير منهم يقال له ابل 
سيان وكان لعنه الله معظما لدين النصارى فاجتمع به اساقفتهم وقسوسهم فعظمهم
جدا وزار كنائسهم فصارت لهم دولة وصولة بسببه وذهب طائفة من النصارى إلى 
هولاكو وأخذوا معهم هدايا وتحفا وقدموا من عنده ومعهم أمان فرمان من جهته 
ودخلوا من باب توما ومعهم صليب منصوب يحملونه على رؤوس الناس وهم 
ينادون بشعارهم ويقولون ظهر الدين الصحيح دين المسيح ويذمون دين الإسلام 
وأهله ومعهم أواني فيها خمر لا يمرون على باب مسجد إلا رشوا عنده خمرا وقماقم 
ملآنة خمرا يرشون منها على وجوه الناس وثيابهم ويأمرون كل من يجتازون به في الأزقة 
والأسواق أن يقوم لصليبهم ودخلوا من درب الحجر فوقفوا عند رباط الشيخ أبي البيان 
ورشوا عنده خمرا وكذلك على باب مسجد درب الحجر الصغير والكبير واجتازوا في
السوق حتى وصلوا درب الريحان أو قريب منه فتكاثر عليهم المسلمون فردوهم إلى
سوق كنيسة مريم فوقف خطيبهم إلى دكة دكان في عطفه السوق فمدح دين النصارى 
وذم دين الإسلام وأهله فانا لله وإنا إليه راجعون ثم دخلوا بعد ذلك إلى كنيسة مريم
وكانت عامرة ولكن كان هذا سبب خرابها ولله الحمد وحكى الشيخ قطب الدين
في ذيله على المرآة أنهم ضربوا بالناقوس في كنيسة مريم فالله اعلم قال وذكر أنهم 
دخلوا إلى الجامع بخمر وكان في نيتهم إن طالت مدة التتار أن يخربوا كثيرا من
المساجد وغيرها ولما وقع هذا في البلد اجتمع قضاة المسلمين والشهود
والفقهاء فدخلوا القلعة يشكون هذا الحال إلى متسلمها ابل سيان فأهينوا 
وطردوا وقدم كلام رؤساء النصارى عليهم فإنا لله و إنا إليه راجعون.أهـ .


خامسًا: إنني اعتب على الأزهر والمؤسسات الدينة
... تركهم لشؤون دينهم ،ومصالح إخوانهم المسلمين ...
واني اشعر بالأسى والأسف من تسليم الأخوات 
المسلمات للكفار ...وقد سبق معنا حكم هذا الأمر...
إن الأزهر والمؤسسات الدنية لم اسمع لهم صوتا
لنصرة أختي وأختهم –كامليا – بعد أن خذلوها وسلموها ....
قلتُ : لعلهم تابوا إلى الله ورجعوا إلى صوابهم....لكن هيهات...
إنني قرأت كلاما موجعا من أخ مسلم يقول: حسبنا الله ونعم الوكيل 
, والله العيب والمسئولية تقع على كل مسلم , لان الحكومة المصرية 
كفرت بكل شيء , والأزهر تخلى عن شرفة وأصبح يقوده مجموعة
من الرويبضة المنافقين , وأصبح كمين للمسلمين الجدد اللي بيستغيثوا بيه
, فلا يجب أن ننتظر أي دور من هؤلاء الخونة , لابد أن يتحرك 
الشرفاء , لابد أن نبين أن المسلمين مش غايبين ومش لقمة سهلة 
يأكلها من يشاء , يعنى هنكون مضطهدين في كل العالم حتى 
داخل دولنا اللي المفروض تكون إسلامية . أهـ لا تعليق.
سادسًا: إنني أطالب طلبات بسيطة جدًا هي:
1-أن يحترم شنودا الثالث شعبَ مصر بكل طوائفه 
،ولا يتعدى حدوده المعلومة...
2-أن يطلق شنودا الثالث صراح أختي كامليا شحاتة،
وأخواتها ؛لا سيما أختي وفاء قسطنطين إن كانت حية ،
وإن ماتت يعاقب بالقانون الذي نخضع له جميعًا ،فلا 
أحدٌ فوق القانون ،هكذا تعلمتُ في كلية الحقوق....
3-إن رفض شنودا الثالث إطلاق سرحها ،فأقل القليل :
هو أن يُظهرها على الفضائيات وتقول: إني رجعت الى
مسيحيتي...ولو تحت مخدر أو تعذيب أو تهديد ...حتى يهدئ المسلمون
4-إن رفض شنودا الثالث المطلب الأخير ،فالواجب 
على أجهزة الأمن والمخابرات اقتحام الأديرة بإذن قانوني 
كيتحرر أخواتهم .... كما تقتحم المساجد لأخذ المطلوبين أمنيًّا..
5-أن الواجب على الحكومة المصرية هو إخضاع الكنائس والأديرة
للقانون ،كما تفتش المساجد ،تفتش الكنائس كي لا تزاد الشحنة 
الداخلية في صدور المسلمين من سماعهم عن اعتقالات 
للمسلمات في الأديرة ،ووجود الأسلحة النارية....
6-إنني أرجو من الله إن يجعل مصرا آمنة مطمئنة فهي بلدي وخيرها 
علي وعلى أهلى ....وأن يحفظ سائرَ بلاد المسلمين . اللهم آمين،والله الموفق
                                                                               كتبة /أكرم حسن مرسي


                

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفنا اضافة التعليق