بعد ذلك نبحث عن :

الخميس، 16 ديسمبر 2010

أم قرفة حبيبة النصارى

أم قرفة حبيبة النصارى:
الشيخ أكرم حسن مرسى



 مقتل أم قرفة

 بقلم أكرم حسن مرسي المحامي
   من الشبهات المنتشرة بين النصارى حادثة مقتل أم قرفة، ويقولون "محمد شق أم قرفة بين جملين" ويستدلون بما ورد عنها في كتب السير والتراجم، كترجمتها في تراجم الأعلام 
 1_ أم قرفة هي فاطمة بنت ربيعة بن بدر بن عمرو الفزارية. أم قرفة تزوجت مالكا بن حذيفة بن بدر وولدت له ثلاثة عشر ولدا أولهم (قرفة) وبه تكنى, وكل أولادها كانوا من الرؤساء في قومهم. كانت من أعز العرب, وفيها يضرب المثل في العزة والمنعة فيقال: أعز من أم قرفة وكانت إذا تشاجرت غطفان بعثت خمارها على رمح فينصب بينهم فيصطلحون. كانت تؤلب علىرسول الله صلي الله عليه وسلم فأرسل في السنة السادسة للهجرة زيد بن حارثة في سرية فقتلها قتلا عنيفا, فقد ربط برجليها حبلا, ثم ربطه بين بعيرين حتى شقها شقا. وكانت عجوزا كبيرة, وحمل رأسها إلى المدينة ونصب فيها ليعلم قتلها.
 راجع تراجم الأعلام .. باب من وفيات سنة 6.

 الرد على شبهة شق أم قرفة بين جملين



أولاً : إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن قتلِ النساءِ وكان هذا من هديه صلى الله عليه وسلم؛ جاء ذلك في عدة أحاديث منها :
 1- صحيح البخاري برقم 2792 عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان.
2- سنن أبي داود برقم 2295 عن جده رباح بن ربِيع قال : كنا مع رسول اللَه صلى الله عليه وسلم فى غزوة فرأَى الناس مجتمِعبن على شيء فبعث رجلا فَقال : انظر علام اجتمع هؤلاء فجاء فقَالَ: على امرأَة قَتِيل فقَال:"ما كانت هذه لِتُقَاتل" قال وعلى المقَدّمة خَالد بن الوليد فبَعث رجلا فقال: قل لخَالد: لا يقتلن امرأة ولا عسيفا. (العسيف) : هو الذي يخدم في الجيشِ ولا يشارك في قتال نهى النبيُّصلى الله عليه وسلمعن قتلِه.
1- سنن ابن ماجة برقم 2832 عن حنظلضة الكاتب قال غزونا معرسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا على امرأة مقتولة قد اجتمع عليها الناس . فأخرجوا له . فقال 
ماكانت هذه تقاتل فيمن يقاتل" ثم قال لرجل: انطلق إلى خالد بن الوليد فقل له إن رسول الله صلى الله عليه وسلميأمرك يقول لا تقتلن ذرية ولا عسيفا".
2-   سنن أبي داود برقم 2247عن انس بن مالك رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:" انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله لا تقتلوا شيخنا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا ان الله يحب المحسنين ".
ثانيًا : إن الباحثَ المنصف في بحثِه يسأل نفسَه أولاً ؛ ما مدى صحة الروايات التي جاءت في مقتل أم قرفة ؟
  قلت :إنها روايات لا تصح فهي مروية عن طرق الواقدي ؛ فتخرجها على النحوي التالي :
جاءت الرواية في طبقاتِ ابن سعد وعنه ابن الجوزي في كتابه المنتظم ومدار الرواية على محمد بن عمر الواقدي وهو شخصمتهم بالكذب لدى علماء الحديث ، والقصة أوردها ابن كثير في البداية والنهاية مختصرة ولم يعلق عليها بشيء ،وذكرها ابن هشام في السيرة ،وكلاهما عن محمد ابن اسحق الذي لم يذكر سند الرواية
 ، فالحاصل أن الرواية لم تصح فلا يجوز الاحتجاج بها؛ يتضح ذلك من خلال النظر كتب التراجم كما يلي:
محمدُ بنُ عمر بن واقد الواقدي الأسلمي
قال عنه الإمام البخاري : الواقدي مديني سكن بغداد متروك الحديث تركه أحمد وابن نميروابن المبارك وإسماعيل بن زكريا ( تهذيب الكمال مجلد 26 ص 185-186) وفي نفس الصفحة قال أحمد :هوكذاب،وقال يحيى:ضعيفوفي موضع آخرليس بشيء  ، وقال أبو داود :أخبرني من سمع من علي بن المديني يقول: روى الواقدي: ثلاثين ألفحديث غريب، وقال أبو بكر بن خيثمة :سمعت يحيى بن معينيقول: لا يكتب حديث الواقدي ليس بشيء، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت عنه علي بن ألمديني فقال: متروك الحديث، وقال أحمد بن حنبل: كان الواقدييقلب الأحاديثيلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ذا قالإسحاق بن راهويه كما وصف وأشد ؛لأنه عندي ممن يضع الحديث الجرح والتعديل 8/الترجمة92، وقال علي بن ألمديني سمعت أحمد بن حنبل يقول:الواقدي يركب الأسانيدتاريخ بغداد 3/13-16،وقال الإمام مسلم:متروك الحديث، وقال النسائي:ليس بثقة قال( النسائي) في "الضعفاء والمتروكين":المعروفون بالكذب على رسول الله أربعةالواقدي بالمدينةومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد بالشام، وقال الحاكم :ذاهبالحديث، وقال الذهبي: مجمع علىتركهوذكر هذا في مغني الضعفاء 2/ الترجمة 5861.
ثانيًا : أفترض جدلاً أن القصةَ صحيحة ؛ فهل تستحق أم قرفة القتل أم لا بحسب ما جاء في الروايات ؟ قلت : إنها تستحق القتل بحسب الروايات لعدة أسباب منها:
1- ردتها عن الإسلامِ، وقد قال صلي الله عليه وسلم: " من بدل دينَه فقتلوه " . صحيح البخاري.
2- كانت تقلب القبائلَ على قتل رسولِ اللهِ صلي الله عليه وسلم، وتَسُبهُ في شِعرِها.
3- أعدت فرقةً مسلحة لقتلِه صلي الله عليه وسلم.
   ثالثًا : إن القتلَ العنيف الذي جاء في الروايات ليس للنبيِّ صلي الله عليه وسلمأدنى ذنب فيه ، فالذي قتلها هذه القتلة - بحسب الروايات التي لا تصح أصلا- هو زيد بن حارثة ، وليس النبيُّ صلي الله عليه وسلم؛ فعنوان الشبهة باطل من أساسه .
وعلى كلٍ أقول: بفرضِ صحةِ الرواية نعتذر لأصحابِ الشبهةِ حيث إن(المحمول) أو( ألأقمار صناعية ) لم تكن موجدة في زمانِ النبيِّصلي الله عليه وسلم حتى يخبر زيد ألا يقتل أم قرفة بهذه القتلة العنيفة !! 
 ثم إن تعاليم محمد صلي الله عليه وسلمواضحةٌ في السيرة :أنه نهى عن التمثيل بالقتلى ؛ ثبت ذلك في صحيح مسلم برقم 3261
بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميراً على جيشٍ أو سرية ٍ أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً ثم قال اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا فلا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً.
...".
وغيره من الأحاديث التي سبق ذكرها.
فواضح من الحديث أن النبيَّ صلي الله عليه وسلمكان يوصى السريةَ والجيشَ بتقوى الله  وعدم الظلم للعدو ، مثل: الغدرِ ، والتمثيِل به ، وقتلِه قتلاً عنيفا ... فهذا يدل على رحمتِه صلى الله عليه وسلم
رابعًا : إن الكتاب المقدس ينسب  إلى الرب بأنه يأمر بشق بطونالحوامل ، وذلك في سفرهوشع إصحاح 13 عدد 16 تجازى السامرة لانها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم والحوامل تشقّ.
ويأمرُ بضرب الأطفال بالصخرة ، وذلك  في سفر المزامير مزمور137 عدد 8يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا! 9طوبى لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة!
   خامسًا : إن الكتابَ المقدس ينسب إلى داودَ النبيِّ  أنه  قتل قتلاً عنيفًا (مثّل بالجثث) ، وذلك في سفر صموئيل الثاني إصحاح4 عدد12وأمر داود الغلمان فقتلوهما وقطعوا ايديهما وارجلهما وعلقوهما على البركة في حبرون.واما راس ايشبوشث فأخذوه ودفنوه في قبر ابنير في حبرون.
ويذكر ذلك السفر نفسه في الإصحاح 12 عدد30 واخذ تاج ملكهم عن راسه ووزنه وزنة من الذهب مع حجر كريم وكان على راس داود.واخرج غنيمة المدينة كثيرة جدا. واخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وامرّهم في اتون الآجرّ وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون.ثم رجع داود وجميع الشعب الى اورشليم
 قلت : إذا كان  داودُ عليه السلام (مثّل بالجثثِ) بزعمِ تلك النصوص  حيث نشر الناسَ بالمناشير.... ولم يقدح أحدُ في نبوته! فلماذا يعترض أصحابُ الشبهة على حديث( أم قرفة ) ويطعنوا في نبوتِه صلي الله عليه وسلممن خلاله مع ما سبق بيانه بعدم صحته ،وما سبق بيانُه من نصوصِ كتابهم ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفنا اضافة التعليق