بعد ذلك نبحث عن :

الخميس، 16 ديسمبر 2010

يسألون: لماذا تتبعون رسولا ميتا وترفضون المسيح الحي

يسألون: لماذا تتبعون رسولا ميتا وترفضون المسيح الحي:
الشيخ أكرم حسن مرسى

سألوا سؤالاً يدل على حقدِهم وكراهيتِهم لهذا النَّبِيِّ المكرم  صلى الله عليه وسلم.
كيف نتبع محمدًا الذي مات , وتحلل جسده حتى تعفن , ونترك المسيح الحي الذي لم يمت ؟!
·       الرد على الشبهة
أولاً :  إن كون محمد صلى الله عليه وسلم يموت فهذه سنة لا تتبدل في كلِ خلقِ اللهِ جميعًا .
 قال سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم  : (( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ))(الأنبياء34) .

جاء في تفسيرِ الجلالين: ونزل لما قال الكفار : إن محمداًصلى الله عليه وسلم سيموت { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الخلد } البقاء في الدنيا { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن } فيها؟ لا ، فالجملة الأخيرة محل الاستفهام الإِنكاري . أهـ
 وقال سبحانه وتعالى لنبيه r  وهو حيُّ يمشي بين الناسِ : (( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ )) (الزمر30) .
 وقال سبحانه وتعالى : (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)) (الرحمن26) . فكل مذكورٍ سينسى ؛ ليس غير اللهِ يبقى ؛ كل حيٍّ سيموت إلا رب العالمين.
يقول سبحانه وتعالى: (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ(27) )) (الرحمن) .
 وقال سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم  : (( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً )) (الفرقان 58) .
 إذًا لا إشكالية في موتِه صلى الله عليه وسلم ؛ فالأنبياء ماتوا بحسبِ الكتاب المقدسفهذا ليس بمطعنٍ في نبوتِه صلى الله عليه وسلم   .
ثانيًا : إن قولَهم : تحلل جسده حتى تعفن ! فيه بيان مدى حقدهم وعدوا تهم ، وسوء أخلاقهم وظنهم باللهِ ورسوله ؛ يطعنون في خيرِ النبيين صلى الله عليه وسلم فهذه من السنن التي لا تتبدل ؛ يقولسبحانه وتعالى:((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا(31)))(الفرقان ). وعلى كلٍ أقول: ناقل الكفر ليس بكافر. أين الدليل أن جسده صلى الله عليه وسلم تحلل وتعفن ؟! قلت: لا يوجد دليل صحيح واحد على ذلك ؛ لا من القرآن ولا من السنة ولا من أقوالِ الصحابةِ رضي الله عنهم، وإنما يوجد عكس ما ادعوا ؛ جاء عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم  أنه قال "إن اللهَ حرم على الأرضِ أن تأكل أجسادَالأنبياءِ ". رواه أبو داود 1047 ، وابن ماجه 1085 ، وهو في السلسلة الصحيحة 1527 للإمام الألباني
- رحمه الله- .
وعليه فإننا نجد أن الذي رد على هذه الفرية هو محمد صلى الله عليه وسلم  نفسه كما بيّن في الحديث ؛ ليخرس ألسنتهم وكأن الله أخبره أنه سيقال عنه ذلك في يوم من الأيام صلى الله عليه وسلم  من قبل السفهاء.
ثالثًا :  إن قولهم : نتبع محمد الذي مات ونترك المسيح الحي يدل على عظم جهلهم لماذا ؟! لأنهم إن أتبعوا محمدًا صلى الله عليه وسلم   لن يخسروا المسيحَ  u ويتركوه ؛ بل سينالوا خير محمد ٍصلى الله عليه وسلم  ،وحظا من خيرِ المسيح  عليه السلام ؛ لأننا نؤمن بكل الأنبياء  ، ولا نفرق بين أحدٍ منهم في الإيمان بهم.
 قال سبحانه وتعالى : (( لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)) (البقرة285). وأما عن قولهم عن المسيح  عليه السلام أنه حي أقول: نعم رفعه الله إليه ؛ ولكنه سيموت كما أخبر هو عن نفسه  عليه السلام كما أننا جميعا سنموت قال سبحانه وتعالى على لسان المسيح  رضى الله عنه: (( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً)) (مريم33) . نلاحظ ( وَيَوْمَ أَمُوتُ )!
 إذًا هو لم يمت ولكن ينزل في آخرِ الزمانِ ليكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ،ويضع الجزية ،ويكذب اليهود ومن اتبعهم الذين قالوا:إنهم قتلوه وصلبوه ، وينزل صحابيًا  عليه السلام؛ فهو آخر الصحابة موتا فهو نبي وصحابي كما ترجم له الذهبي - رحمه اللهُ - وغيره ؛ ينزل  عليه السلام ليصلي خلف المسلمين ، ويحكم بشرعة محمدٍ صلى الله عليه وسلم  ثم يموت ويدفن كباقي البشر ؛ والدليل على أن نزوله علامة من علامات الساعة
قوله سبحانه وتعالى عنه  عليه السلام : (( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ )) (الزخرف61) .
 جاء في التفسير الميسر: وإن نزول عيسى  عليه السلام قبل يوم القيامة لدليل على قُرْبِ وقوع الساعة, فلا تشُكُّوا أنها واقعة لا محالة, واتبعوني فيما أخبركم به عن اللهِ تعالى, هذا طريق قويم إلى الجنة, لا اعوجاج فيه.أهـ
 وأما من السنة الصحيحة فقد ثبت في الصحيحين واللفظ للبخاري باب ( نزول عيسى ابن مريم - u- ) برقم 3192  عنأَبَي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها ) . ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به من قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا }(النساء159) .
ولا أنسى أن  أقول: إن بعض المفسرين قالوا بموت المسيح عليه السلام كابنِ عباسٍ -رضى الله عنه - وغيره ؛ فموته وحياته محل خلاف عند العلماء.
رابعًا :  إن لي سؤالين لمن افترى على النبيِّ صلى الله عليه وسلم  بهذه الفريةِ من المنصّرين.
أولا : أليس في اعتقادِهم أن المسيح عليه السلام هو الرب يسوع الذي مات على الصليب بعد أن ضرب ، وألبس لباسا قرمزيا ووضع الشوك على رأسه...؟ الجواب: بلى ، مات على الصليب وضرب....
إذًا المسيح  عليه السلام مات بحسب معتقدهم هم وهو إله ! فهل هناك إله يموت ؟!
 ونحن نبرأ إلى اللهِ من أن يموت يسوع المسيح ملعونا على الصليبِ بحسب معتقدهم ، وبحسب ما جاء في رسالة بولس لغلا طيه إصحاح 3 عدد13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة».  .
فإن قيل : إنه قام من قبره بعد أن قٌتِلَ ومات ؟! قلت : سوف نقوم جميعا من قبورنا ونحيا حياةً أبدية.
ثانيًا:هل العذراء مريم أم الإله بحسب معتقدهم ، وهي إله أيضًا عند البعض مثل: المريميين والنسطورين وغيرهما ، العذراء مريم التي ماتت قبل ألفين سنة هل تحلل جسدها وتعفنت ؟! وكيف تظهر لهم على الكنائس في أسيوط وفي غيرها كما يزعمون؟! فهل تعفنت ؟!بحسب اعتقادهم هم أن الأجسادَ تتحللبعد موتها وتتعفن .  وأتساءل أيضًا عن بولس الرسول ، ومارى جرجس ، وسانت تريزة ...., هل هم تعفنوا في قبورهم و جميع أجسادالأنبياء والقديسين الآن متعفنة  في قبورهم ؟؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفنا اضافة التعليق